ترجمة – السلطة الرابعة
أكد المختص في الشأن الأمني والعسكري عبد الله العقاد أن المناورة التي يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تأتي لإيصال رسائل عدة لجمهوره الداخلي ولمحور المقاومة.
وقال العقاد لـ صحيفة “الاستقلال” المحلية : “إن المناورة تأتي في إطار استعراض جيش الاحتلال قوته في أعقاب المناورة التي أجراها حزب الله في الجنوب اللبناني قبل أيام، وفشله في تحقيق قوة الردع في المعركة الأخيرة مع غزة”.
وأوضح أن جيش الاحتلال يحاول أن يؤكد لدول الإقليم، خاصة محور المقاومة جهوزيته واستعداده لخوض معركة متعددة ومفتوحة الجبهات، بعد فقدانه قوة الردع والرد على صواريخ المقاومة خلال معركة ثأر الأحرار الأخيرة التي خاضها في غزة.
وفي السياق، بدأ جيش الاحتلال مناورات عسكرية واسعة اليوم الإثنين، تستمر أسبوعين، وتشمل الأراضي المحتلة كافة.
وذكرت قناة كان العبرية، أن المناورة تحاكي حربًا برية وجوية وبحرية، موضحاً أن القوات البرية ستشارك بشكل أساسي فيها، بدعم من القوات الجوية، وستشارك المسيرات الانتحارية إلى جانب الحربية، كما ستشارك وحدة التجسس والمعلومات المتنقلة جوًّا عبر طائرات مخصصة وبرًّا عبر مدرعات مخصصة.
ونشرت القناة 14 العبرية أنه في الأيام المقبلة ستتم إجراء مناورة تتضمن سيناريو يحاكي توجيه ضربة قوية وساحقة في لبنان، تليها هجمات في دائرة المواجهة الثالثة “إيران”.
وشدد العقاد على تردي الحالة النفسية للمنظومة الأمنية والعسكرية لكيان الاحتلال، بعد مخاوف لدى جمهورها من خوضها معارك أخرى، في أعقاب عجزها وفشلها في تحقيق أهدافها في المعركة الأخيرة مع غزة؛ لذلك تحاول من خلال المناورة أن تثبت جهوزيتها واستعدادها لخوض معركة مفتوحة الجبهات بإمكانات عسكرية مهولة.
ولفت إلى أن جميع استطلاعات الرأي لمراكز الأبحاث داخل كيان الاحتلال، كذلك حسابات منظومتهم العسكرية تؤكد أن المقاومة في غزة لم تردع، ولديها إمكانات لخوض معارك أخرى ولأيام أطول، تضرب بها مناطق الغلاف وصولًا لـ “تل أبيب” بآلاف الصواريخ، كما معركة “ثأر الأحرار”.
يذكر أن، جيش الاحتلال شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم “الدرع والسهم” في حين أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة عليها “ثأر الأحرار” بين 9 و13 مايو(أيار) الجاري.
وعلى مدى الأيام الخمسة، شنت المقاتلات الصهيونية مئات الغارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيًّا بينهم 6 أطفال و3 سيدات.
ضربة غادرة
وبشأن هدف المناورة، حذر الخبير العسكري فصائل المقاومة من قيام الاحتلال بعمل عسكري وأمني في عمق محور المقاومة؛ لشعور منظومتها الأمنية بالانهيار وفقدان هيبتها أمام قدرات حزب الله والمقاومة بغزة.
وكما شدد على ضرورة اتخاذ فصائل المقاومة أقصى درجات الحيطة والحذر، من ضربة غادرة يوجهها جيش الاحتلال للمقاومة في غزة أو في لبنان أو غيرها من مناطق محور المقاومة.
وجدد العقاد تأكيده بأن جيش الاحتلال يعيش حالة من الخوف والضعف الشديدين، لشعوره أنه بات غير مقبول وغير مرحب به في الدول العربية، خاصة بعد ضعف منظومته الأمنية والعسكرية وفشل مشاريعه في تقسيم الدول العربية، باتفاقات التطبيع، مشيراً إلى عودة التقارب الإيراني السعودي.
يشار إلى أن حزب الله اللبناني نفذ في 22 مايو(أيار) الجاري مناورات عسكرية في بلدة عرمتي على بُعد 20 كيلومترًا من “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان و”فلسطين المحتلة”، بحضور وسائل إعلام محلية ودولية.
وشارك في المناورة 200 من عناصر الحزب الذين استخدموا الأسلحة الحية والثقيلة، واستعرضوا راجمات الصواريخ، فضلًا عن محاكاة افتراضية لعملية اقتحام الأراضي المحتلة عبر تفجير الجدار الفاصل واختطاف جنود.