السلطة الرابعة – القدس المحتلة
اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، في ثاني أيام ما يسمى “عيد العرش” اليهودي.
وعززت شرطة الاحتلال انتشارها الأمني في القدس المحتلة ومحيط الأقصى، ونشرت المئات من عناصرها ووحداتها الخاصة في المدينة وبلدتها القديمة، لتسهيل اقتحامات المستوطنين.
وأفاد أحد العاملين في المسجد الأقصى ، بأن قرابة 427 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وأوضح أن المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، وعند باب السلسلة، كما أدوا طقوسًا وصلوات جماعية استفزازية أمام بابي الحديد والملك فيصل، وهم حاملين “القرابين النباتية”.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية على دخول المصلين الفلسطينيين الوافدين للمسجد، ومنعت الشبان من الدخول إليه، بحجة تأمين اقتحام المستوطنين.
وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين، وأخرجت عددًا من المصلين والمرابطين من باحاته.
وانتشرت شرطة الاحتلال في شوارع البلدة القديمة، بعدما فرضت تضييقات مشددة على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وحولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية.
ويواصل المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط في الأقصى، لإفشال مخططات المستوطنين فيما يسمى عيد “العرش”، وكذلك مساعي التهويد المستمرة بحقه.
وأشارت الدعوات إلى أهمية توجه كل من يستطيع الوصول للأقصى سواء من القدس أو الداخل المحتل أو الضفة الغربية، وتحدي إجراءات الاحتلال وقيوده المستمرة حول المدينة المقدسة.
ويعد “عيد العرش” المحطة الثالثة من موسم الأعياد اليهودية، والذي أطلقت فيه “جماعات الهيكل” المزعوم دعوات للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات غير مسبوقة للأقصى.
ويعتزم المستوطنون تنفيذ اقتحامات مركزية اليوم الأحد وغدًا الاثنين، بهدف كسر أرقام المقتحمين للأقصى خلال الأعوام الماضية، إلى جانب محاولة إدخال القرابين النباتية للمسجد.
ودعت “جماعات الهيكل” إلى صلاة صباحية مضافة في الأقصى للدعاء “لتطهير الهيكل”، أي لإزالة الأقصى من الوجود، تسبقها صلوات ترافقها الموسيقى في منطقة القصور الأموية يوم الاثنين المقبل.
وتتخذ الجماعات المتطرفة من “عيد العرش” مناسبة سنوية لرفع أعداد المقتحمين السنوي، باعتباره أحد “أعياد الحج” الثلاثة وفق النصوص الدينية، ويشكل ذروة موسم الأعياد الطويل؛ ما يجعل تعويل تلك الجماعات عليه مضاعفًا للتقدم في أجندتها لتهويد المسجد الأقصى.
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، إلى سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.