حركة المقاومة الإسلامية حماس
حركة المقاومة الإسلامية حماس

السلطة الرابعة – قطاع غزة

أصدرت حركة حماس صباح اليوم بياناً صحفياً في ذكرى الـ 105 لوعد بلفور المشؤوم.

تابعنا على تيليجرام

وقالت حماس في بيان وصل نسخة عنه لـ السلطة الرابعة : إن “في الذكرى الـ 105 لـ “وعد بلفور”، وعد مَن لا يملك لمَن لا يستحق، سيبقى شعبنا متمسكًا بحقوقه الوطنية ومدافعًا عنها، ورافضًا الاعتراف بالاحتلال حتى التحرير والعودة”.

 

وأضافت أن مئة وخمسة أعوام تمرّ اليوم على أكبر خطيئة تاريخية ارتُكبت ضدّ الشعب الفلسطيني وأرضه التاريخية، اقترفتها يدُ بريطانيا فيما يسمّى “وعد بلفور”، هذا الوعد المشؤوم بإقامة “وطن قوميّ لليهود على أرض فلسطين”، ارتُكبت على إثره المجازر البشعة بحقّ شعبنا الأعزل، وهُجّر من أرضه قسراً في المنافي، وما زال يعيش آثارها الكارثية إلى اليوم، والتي ستبقى شاهدة على هذا الظلم التاريخي لتثبيت أخطر احتلال إحلالي مستمر في العالم، على أرضٍ كانت وستبقى فلسطينيَّة من نهرها إلى بحرها.

 

وتأتي ذكرى “وعد بلفور” هذا العام، وشعبنا الصَّابر المرابط في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والضفة، والداخل المحتل، وقطاع غزّة ومخيمات اللجوء والشتات، يواصل ملحمة الصمود والثبات والمقاومة، في سبيل انتزاع حقوقه وتحرير أرضه ومقدساته، ليثبت للعالم أنَّ ذاكرته حيّة تأبى النسيان، رافضة كلّ الوعود الزَّائفة والاتفاقيات الباطلة، التي تحاول منح الاحتلال شرعية أو سيادة على شبر من أرضه، وأنَّ نضاله مستمر بكل الوسائل حتّى زوال الاحتلال.

 

وترحمت في الذكرى الخامسة بعد المئة لما يسمّى “وعد بلفور”، على شهداء شعبنا الأبرار الذين روّوا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن العزيز، ونبعث بتحيَّة الفخر والوفاء لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات في سجون العدو، ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، ونؤكّد ما يلي:

 

أولاً: إنَّ “وعد بلفور” وما تلاه من خطايا سياسية ومجازر إنسانية ضدّ شعبنا وحقوقنا وأرضنا التاريخية، واستمرار الانحياز والدَّعم الأمريكي للاحتلال الصهيوني، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول الغربية في التعامل مع حقوقنا الوطنية، هي محاولات لن تفلح في تثبيت المشروع الصهيوني على أرضنا، ولن تستطيع تغييب أو طمس قضية شعبنا العادلة، مهما طال الزَّمن.

 

ثانياً: إنَّ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، هما مركز الصراع مع العدو الغاشم، الذي ما زال يمعن في خطط تهويدهما في حرب متصاعدة من أجل فرض أمر واقع عبر عمليات التدنيس والاقتحامات الاستفزازية، لكنّ شعبنا المرابط في بيت المقدس وأكنافه وقف لها بالمرصاد، يضرب أروع ملاحم الصمود والتصدّي لها، يسنده في ذلك شبابنا الثائرون في عموم الضفة المحتلة، وجماهير شعبنا ومقاومته الباسلة في كل السَّاحات، الذين تعاهدوا جميعًا على بذل المُهج والأرواح من أجل حمايتهما والذود عنهما حتى تحريرهما من دنس الاحتلال.

 

ثالثاً: مجازر وجرائم القتل والتهجير والإبعاد التي ارتكبها الاحتلال ضد الأرض والشعب الفلسطيني منذ ذلك الوعد المشؤوم إلى اليوم، لن تسقط بالتقادم، وستبقى شاهدة على إرهاب هذا الاحتلال الغاشم، وندعو إلى تحرّك دوليّ جاد وفاعل لوقفها ومحاسبة قادة الاحتلال ومرتكبيها كمجرمي حرب في المحاكم الدولية.

 

رابعاً: حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها قسراً هو حقّ شرعي وقانوني ثابت، لا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو مساومة عليه، وإنَّنا لنجدّد دعوتنا إلى حماية اللاجئين في أماكن وجودهم كافة، وتوفير الحياة الحرّة الكريمة لهم في دول اللجوء، عبر تمكينهم من حقوقهم الإنسانية، حتى إنجاز تطلّعاتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في فلسطين.

 

خامساً: إنَّ مسؤولية إبطال كلّ مخلّفات “وعد بلفور”، هي مسؤولية تاريخية متجدّدة، وواجب وطنيّ وقوميّ وأمميّ تتشارك فيه الأمَّة قاطبة وكل الأحرار في العالم، لوضع حدّ لإرهاب الاحتلال وعزله ونبذه دوليًا، ودعم صمود شعبنا ونضاله المشروع، وصولًا إلى تحرير فلسطين والعودة إليها، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

 

سادساً: نجدّد رفضنا وإدانتنا لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال، وندعو أصحابها إلى التراجع عن هذا المسار الخاطئ، والوقوف مع شعبنا ونضاله المشروع في الدفاع عن أرضه ومقدساته، فالرّهان على العدو رهان خاسرٌ، لأنّه قائمٌ على باطل، والاحتلال إلى زوال.

 

سابعاً: ندعو شعبنا في كل أماكن وجوده إلى مواصلة مسيرته النضالية بكل الوسائل، تمسّكاً بأرضه وحقوقه ومقدساته وهُويته الوطنية، كما ندعو أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى مزيد من التضامن والدعم والتأييد لقضية شعبنا العادلة في تحرير الأرض وتقرير المصير.

 

وأكدت أن بعد مرور 105 أعوام على “وعد بلفور”، سيمضي شعبنا بكلّ عزيمة وإصرار في مشروعه النضالي، موحّدًا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، متسلّحًا بإيمانه العميق وعدالة قضيته، ملتحمًا مع مقاومته الباسلة، مشتبكًا مع العدو في كلّ السَّاحات، معتزًا ومتواصلًا مع عمقه الاستراتيجي في الأمَّة، مؤمناً بوعد الله القريب بالنصر وتحرير الأرض والمسرى والأسرى، وإنّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد.

error: Content is protected !!