السلطة الرابعة – الضفة الغربية
أكد الكاتب والمحلل في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن أن العبوات الناسفة تشكل خطراً حقيقياً لقوات الاحتلال خلال اقتحامها المدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة، خاصة بعد عملية بأس جنين قبل نحو شهرين، لما تحدثه من خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.
وقال عبد الرحمن في حديثه صحفي إن المخاوف الحقيقية لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية يكمن في تطور حجم العبوات الناسفة المدعومة ماليا من فصائل المقاومة”.
وأضاف:” على الرغم من الظروف المحيطة بالمقاومة في الضفة الغربية من حيث التضييق الأمني والاعتقالات المزدوجة من السلطة والاحتلال، فإن أي عمل مقاوم ينجح بما في ذلك العبوات الناسفة التي تعد اختراقاً وإنجازاً كبيراً”.
وحذّر ضباط النخبة في جيش الاحتلال الاحد، من خطر انتشار العبوات الناسفة بالضفة، ونقص المعلومات الاستخبارية.
وقال الضباط وفقًا لموقع “واللا” العبري، إن “العمليات بالضفة أصبحت تشكل خطرا كبيرا على القوات، نقص المركبات المدرعة كان محسوسا بشكل كبير مؤخرا، إضافة إلى ذلك هناك نقص في جودة المعلومات الاستخبارية قبل البدء في أي عملية”.
وتابعوا:” جيش الاحتلال لا يفتقر إلى المركبات المدرعة فحسب، بل إن مستوى توفرها الفني آخذ في الانخفاض أيضا، ولهذا السبب يتم تنفيذ عدد غير قليل من الاعتقالات في الضفة سيرا على الأقدام وليس في سيارات الجيب المدرعة.”
وأكد ضباط الجيش أنهم أبلغوا قيادتهم أن سيارات الجيب المدرعة التابعة للجيش غير قادرة على التعامل مع المتفجرات، وهذا يشكل تهديدا حقيقيا للقوات التي تدخل في العمليات كل ليلة بالضفة.
وتوقع الضباط أن يتعاظم خطر العبوات الناسفة التي يستخدمها المقاومون الفلسطينيون في الضفة الغربية، مشيرين إلى أن الكشف عن معمل إنتاج العبوات الناسفة في جنين قبل شهرين يدلل على حجم المشكلة.
وقبل أيام، أصيب أربعة جنود في جيش الاحتلال، بينهم قائد فصيلة، بجروح مختلفة، بعد استهدافهم بعبوات ناسفة قوية التفجير، أثناء اقتحامهم لقبر يوسف في ضواحي مدينة نابلس.
واشار المحلل العسكري، إلى أن السيناريو الأصعب بالنسبة للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يتمثل في تطور هذه العبوات لتصبح أكثر احترافية وأكثر انتشارا في مدن الضفة، وهو ما يتضح من حجم الاعتقالات والتلويح بعودة الاغتيالات، حيث تحاول “الاحتلال” القضاء على العقول التي تقف وراء ذلك.
ورأى أن تطور العبوات الناسفة في الضفة المحتلة من شأنه أن يؤثر على شكل الاجتياحات واقتحامات المدن والقرى الفلسطينية، وهو ما يخشى الاحتلال من حدوثه، من حيث الخسائر التي ستلحق به واستخدامها في مناطق أخرى، بالداخل المحتل كما حصل خلال فترة الانتفاضة الثانية وعودة تفجيرات الباصات والأسواق وتجمعات المستوطنين.
وجدد تأكيده على أن انتشار العبوات الناسفة في الضفة دليل على وجود قرار من المقاومين على رأسهم كتيبة جنين بالصمود أمام قوات الاحتلال ومعداتها العسكرية، على الرغم من ضعف الإمكانات لديهم والمعيقات التي تعترضهم.
وشدد على أن استخدام العبوات الناسفة أمر ليس بالسهل، فالمقاومة تتدرج في المراحل بدءا من التصنيع وزراعتها في الطرقات المحتملة لدخول مدرعات الاحتلال، مرورا بمرحلة التفجير، وكل ذلك يحتاج إلى تخطيط محكم يخترق تكتيكات الاحتلال.
كما رأى أن المعركة بين الفلسطينيين والاحتلال معركة إرادة وأدمغة، فالفلسطينيون من حقهم استخدام كل الأدوات المتاحة في ظل العدوان الصهيوني المتكرر والمتصاعد ضدهم وضد مدن ومخيماتهم.