السلطة الرابعة – بيروت
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن الجماعات المسلحة اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لارسال السيارات المفخخة، كما فعلوا وللتوسع في الأراضي اللبنانية وتهديدات بالتوسع في البقاع والوصول الى بيروت والمزيد من العدوان باتجاه سوريا، مضيفًأ أن لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة الداعشية وكان حضور داعش في البقاع قاعدة انطلاق للامتداد الواسع.
موقف السيد نصر الله جاء خلال كلمة له بمناسبة ذكرى “التحرير الثاني”، إذ بارك ذكرى الانتصار الكبير الآخر الذي حققه لبنان على هذه الجماعات الارهابية.
وعزّى السيد نصر الله اللبنانيين جميعًا برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافة اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان، مضيفًا أن الراحل كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان من المقاومة في ساحاتها الفكرية والاعلامية وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين والمنطقة حتى آخر نفس في حياته.
واعتبر السيد نصر الله أن مجموعة كبيرة من المعارك خيضت على مدى سنوات حتى تحقق الانجاز بالنصر، قائلاً: “أشهد أن بعض القرى وخصوصًا المسيحية أخذت قرار المواجهة خلافًا لقرار وتوجهات أغلب أحزابها”.
ورأى السيد نصر الله أنه يجب أن لا ننسى أولئك الذين يمثلون قوى سياسية الذين ذهبوا الى المسلحين الى جرود عرسال وعقدوا عندهم مؤتمرات صحافية وعبروا عن تأييدهم وقدموا لهم أشكال الدعم المختلفة، مشيرًا الى أن هؤلاء راهنوا على بقاء الجماعات المسلحة وعلى انتصارها وعلى انكسار أهل البقاع والجيش والمقاومة في مقابل هذه الجماعات.
ولفت الى أن الأميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارًا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، مضيفًا أن الحكومة لم تأذن للجيش بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الأميركي، وقد هددوا الجيش بإيقاف المعونات عنه اذا شن هجومًا على المسلحين في الجرود.
واشار السيد نصر الله الى أنه تم استعادة شهداء الجيش اللبناني وشهداء قوى الأمن وتحرير الأسرى واستعادة أسرانا، وانهاء الوجود الارهابي في مناطقنا وهذا ما نسميه بـ”التحرير الثاني” والانتصار.
وقال السيد نصر الله إننا لا أنسى القرى والبلدات التي رغم معاناتها وظروفها كان تجمع مما لديها في بيوتها لايصاله للمجاهدين، إذ كان الاقبال كبير جدًا من أجل الدفاع عن لبنان وأرضه، فكانت أعداد المقاتلين كبيرة جدًا ولا تتناسب مع حجم المَهمة.
كما اعتبر السيد نصر الله أن التحرير الأول هو عام 2000 وانتصار تموز والتحرير الثاني هو تحرير جرود البقاع وأما التحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9) كل ذلك نتيجة معادلة جيش شعب مقاومة، مشددًا على أن المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة.
وأضاف أنه دائمًا كان يُقال أن الصهيوني يدرس تجاربه لكن يبدو أن هذا الكلام لا ينطبق حاليًا لا على كيان العدو ولا على جيشه، ومنذ 1982 حتى اليوم بقي العدو الاسرائيلي يصوّر ان الذين يقاتلون في لبنان يطبقون خطة ايرانية لكن هو غافل ان الشعب اللبناني يقاتل بارادة لبنانية لتحرير أرضه، مشيرًا الى أن الاسرائيليين غافلون عن أن المقاومة في الضفة الغربية هي ارادة الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب يقاتلهم منذ 75 عامًا أي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، إذ أنه أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية والعجز الاسرائيلي هرب بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة العدو) الى تصوير ما يجري في الضفة كخطة ايرانية.
واشار السيد نصر الله أن أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا او سوريًا أو ايرانيًا او غيرهم بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.
وشدد السيد نصر الله على أن هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيضعف المقاومة بل سيزيدها عنادًا وعزمًا، وتساءل هل استطاعت الاغتيالات أن تهزّ من إرادة المقاومة بل دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والأمل بالانتصار وهذا ما حصل مع كل المقاومين في منطقتنا؟