السلطة الرابعة – طهران
أزاحت إيران الستار عن أحدث الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود السائل، ويبلغ مداه ألفي كيلومتر، وذلك بعد يومين من إثارة رئيس الأركان الإسرائيلي احتمال «تحرك» ضد “التطورات السلبية” في البرنامج النووي الإيراني مع اقترابه من مستويات إنتاج الأسلحة.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية أن صاروخ “خيبر”، هو الجيل الرابع من فئة صواريخ “خرمشهر” الذي يعدّ أبعد مدى في ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية، ويمكنه حمل رأس حربي يزن 1500 كيلوغرام.
وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني: “رسالتنا إلى أعداء إيران هي أننا سندافع عن البلاد وإنجازاتها. رسالتنا لأصدقائنا والدول التي تتشارك والجمهورية الإسلامية مواجهة الهيمنة العالمية، هي أننا نريد المساعدة في الاستقرار الإقليمي”.
ونددت فرنسا بالاختبار الذي أعلنته إيران لأحدث صواريخها الباليستية، وقالت إن هذه الخطوة تنتهك قرار الأمم المتحدة رقم 2231 لعام 2015.
وبث التلفزيون الحكومي لقطات من إطلاق الصاروخ في منطقة صحراوية، وجرى تصوير الإطلاق من مختلف الزوايا، دون أن يتضح توقيت الاختبار الصاروخي، أو يحدَّد الموقع.
جاء الكشف عن الصاروخ بينما تحيي إيران احتفالاً سنوياً في الذكرى الـحادية والأربعين لمعركة مدينة المحمرة “خرمشهر بالفارسية” في الجانب الشرقي من شط العرب، خلال السنوات الأولى من الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات.
ونقلت وكالة فارس التابعة لـ الحرس الثوري عن آشتياني قوله إن الصاروخ قادر على التخفي من الرادار، واختراق منظومات الدفاع الجوي مع قابلية تنويع الرؤوس الحربية وفق نوعية المهام.
وقالت وكالة إرنا الرسمية إن الخصائص المتفوقة لصاروخ “خيبر” المصنع محلياً تشمل سرعة الإعداد والإطلاق، مما يجعله سلاحاً تكتيكياً، بالإضافة إلى أنه سلاح استراتيجي.
وأفادت الوكالة بأن الصاروخ مزود بنظام التوجيه والتحكم في الغلاف الجوي ويتمتع بالتحصين الكامل ضد هجمات الحرب الإلكترونية، موضحة أن الوقت اللازم لإطلاق الصاروخ “خيبر” يقل عن 12 دقيقة نظراً إلى استخدامه وقود الاشتعال الذاتي، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يبقى الصاروخ في موضعه لسنوات عدة.
وأضافت أن “سرعة الصاروخ تصل إلى 16 ماخ نحو 17000 كيلومتر في الساعة خارج الغلاف الجوي و8 ماخ داخل الغلاف الجوي؛ نظراً إلى محركه القوي جداً”.
وكشفت إيران عن صواريخ «خرمشهر» في 2016، قبل أن تقوم بتجريبها في يناير كانون الثاني 2017، وقالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة حينها إن تجربة الصاروخ تتعارض مع القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي، وتتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.
في فبراير العام الماضي، كشفت الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري عن صاروخ خيبر شكن “كاسر خيبر” ومتوسط مداه الذي يصل إلى 1450 كيلومتراً، ويعمل بالوقود الصلب، وعدّ تسمية الصاروخ رسالة لإسرائيل.
أتت التجربة الصاروخية على وقع تقارير أميركية عن تقدم إيران في بناء أقسام جديدة بمنشأة “نطنز” النووية في أعماق الأرض، مما يجعلها محصنة ضد الأسلحة التقليدية الأميركية.
و الثلاثاء، أثار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، احتمال اتخاذ “إجراء” ضد إيران في الوقت الذي تتعثر فيه منذ سبتمبر الماضي جهود القوى العالمية الست لإحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 وسط مخاوف غربية متزايدة بشأن تقدم طهران النووي المتسارع.
وفرض الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، قيوداً على أنشطة إيران النووية، مما أدى إلى تمديد الوقت الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية.